حادثة مرعبة تهزالقلوووب !!

المشهد الختامي الذي عاشه في عمره الصغير الذي لم يتجاوز ست سنوات هو مشهد جدير بأفلام الرعب ، ظنه رعب أمريكاني لكنه كان حقيقة واقعة ، فقد أرهف حواسه كلها وهو يشاهد والده يقتحم البيت ويمطر كل أفراد العائلة بوابل من رصاص مدفعه الرشاش ، وعندما انتهت المجزرة وغادر الأب المكان ، سار الصغير وسط برك من الدماء يريد أن يقول للجميع ( هيا قوموا لقد انتهت اللعبة ) ولكن الخوف بدأ يغزوه عندما لم يتحرك أحد ،كانت جثة جده وجدته ساكنة تماما أما جثة خاله والشاب الغريب فكانت ما زالت تتحرك وتئن ، ولكنه تجاوزهم جميعا واتجه لأمه وضع رأسه علي صدرها وأخذ يرجوها أن تقوم ولما وجد دمها يسيل بغزارة خلع قميصه وأخذ يجففه لها محاولا بطريقته أن يسعفها ، ثم التفت لشقيقته وحاول أن يحقن دماءها هي أيضا ، حتي انتشله واحد من الجيران من وسط المذبحة .
حدث ذلك منذ يومين في حلوان ، عندما دق جرس الباب ففتحت الأم الشابة لتجد زوجها السابق ووالد أطفالها يعاجلها بطلقات الرصاص ، ثم اقتحم البيت ليقتل أبيها وأمها وأخيها وأيضا ( خطيبها ) الذي كان سيتزوجها بعد أيام ولم تنجو ابنته من رصاصه المجنون ، روي الصغير تفاصيل الحادث المأساوي بعد ذلك لرجال الشرطة وقال في براءة ( كنت أظن ما يحدث أمامي ليس حقيقيا ، كنت أظنه فيلم مثل الأفلام التي يعرضها التلفزيون ، فيلم رعب )

بدأ فيلم الرعب مع بداية وعي الطفل منذ أربع سنوات ، فعندما فطمته أمه وحاولت تعليمه المشي كانت المشاكل والخلافات قد اندلعت بينها وبين أبيه وبدأت في التصاعد الذي ينذر بكارثة قادمة ، وعندما تعلم الطفل الكلام والانتباه للعالم الخارجي ، كان قد بدأ يعي مفردات المشاجرات والإهانات المتبادلة بين أبويه ، ثم سمع كثيرا كلمة ( الطلاق ) ( طلقني ) ( لن أطلق ) ( ستطلق رغما عنك ) ( لن يجبرني أحد علي الطلاق ) ، وعندما حان وقت الالتحاق بالمدرسة كانت أمه قد غادرت البيت وهو معها إلي بيت أبيها وفي البيت الجديد تسرب إليه ما يفيد أن أبيه عدو مرعب وبدأت أمه في إجراءات الخلع .

وبعد الخلع لم تنتهي المشكلة بل زادت ، فقد بدأت تهديدات أبيه المباشرة لأمه وعائلتها بالقتل في حالة إقدامها علي الزواج مرة أخري ، و أخيرا حدثت المذبحة ،
صار العنف الشرس متكررا في جرائم جنائية تحدث لخلافات عادية ، مثل حادث الشاب الذي مثل بطفلي خاله لأنه أهانه ولم يزيد يوميته التي طلبها ، وحادث قتل مديرة البنك علي يد زوج الشغالة لمروره بضائقة مالية ، هذه الجرائم تحتاج معرفة عميقة بدوافعها لأنه طالما ظلت الأسباب قائمة فاحتمال تكرارها وارد .
غني عن البيان أن ضعف الوازع الديني هو القاسم المشترك في كل هذه الحوادث ثم تتوالي الأسباب :
يأتي السبب المادي في المقدمة ، عدم وجود فرص عمل والاحتياج الشديد للمال لتغطية تكاليف المعيشة يصيب الشباب بحالة سعار تدفعه لارتكاب جرائم بشعة ربما لم يكن يخطط لها أو يتمني تنفيذها ( حالة قاتل هبه ونادين وقاتل مديرة البنك سببها الوحيد هو السرقة )
ثم يأتي دافع الانتقام للشعور بالإهانة المدمرة كسبب تالي في الأهمية .
وهناك أيضا الضياع وعدم وجود هدف .
ولا ننسي تأثير وسائل الإعلام في نشر ثقافة العنف والرغبة في الثراء السريع والبلطجة ، وهناك دراسة تشير إلي أن أغلب الأفلام الحديثة يكون بطلها ونموذجها هو ( اللص الظريف والنصاب خفيف الظل )

يقول علم النفس أن بداخل الإنسان دوافع للحياة تقابلها وتوازيها دوافع للموت ، دوافع الحياة هي الجانب الإيجابي الهادف مثل الرغبة في الاستقامة والتمسك بالقيم العليا والرغبة في العمل وتحقيق الطموح والرغبة في الزواج وبناء أسرة وكل أشكال السلوك الطيب ، أما دوافع الموت فهي الجانب السلبي الأسود وتشمل كل ماهو سئ ، مثل السرقة وإدمان المواد المخدرة والقيام بعمليات التفجير العشوائي وغيرها .
والطبيعي أن يستجيب الشاب لدوافع الحياة فيجتهد في التفوق الدراسي والتفوق في العمل ويسعي لتحقيق طموحه ويتزوج ويكون أسرة صالحة ويصبح عضو نافع في المجتمع ، ولكن لو حاول مرارا وفشل وسدت أمامه أبواب الخير ولم يوفر له مجتمعه سبل العمل والزواج فإنه يتجه للجانب السلبي وتتحول طاقته إلي قنبلة موقوتة لا يعلم أحد كيف ومتي تنفجر .

قبل أن نحاسب الشباب يجب أن نمنحهم حقهم في فرصة عمل بأجر مجزي ، ومعاملة كريمة تحافظ علي كرامتهم وإعلام هادف نظيف يرقي بهم ، ويجب أن نفتح أمامهم أبواب الأمل في الزواج وتحقيق الطموحات وأن نساعدهم في التعلق بأهداف سامية يحققونها في حياتهم ونضرب لهم مثالا بالقدوة الحسنة ، وقبل كل ذلك وبعده أن نساعدهم علي الالتزام الديني والأخلاقي المعتدل .

متي وكيف تنتهي هذه الجرائم من حياتنا ؟؟

يسلموو على الموضوع

اتمنى هناك اناس من يسمعك
تقبل مروري

[url]

[/url]

يسلمووووووو اخوي

تقبل مرووووري

مشكور طلال على مرورك

يسلمووووووووووووو ملك

نورت الموضوع بردك