ملك الاحساس المدير العام
الاوسمه : عدد المساهمات : 520 تاريخ التسجيل : 07/05/2009
| موضوع: مأساة جدة الأحد ديسمبر 06, 2009 2:03 pm | |
| من راى ماحدث في جدة يجزم ان ماراه لايمكن وصفه من شدة مافيه من هلاك ، تلك السيول التي جرفت ما أمامها من بشر وسيارات وطرق وأبنية وكل مايمكن ان تتخيله ، وان دار الحديث عن المتسبب في تلك المأساة فانها مشكلة شرائح كبيرة من المجتمعات البشرية التي تبحث عن قربان لتكفر بها عن خطاياها حيث اللوم دائما ينصب على علة واحدة او فرد واحد متناسين ان انه لايمكن ان يكون هنالك مسؤول واحد متسبب بل ان هنالك مسؤولين كثر ، ولا اقصد هاهنا البشر فقط كأسماء بل ايضا الفكر المسيطر على عقليات اي مجتمع وتلك النظم التي تعودوها ايضا كذلك .
YouTube - ‫افضل تصوير لـ فيضان جده Flood Jeddah‬‎
من الذي قصًر؟ أهم ُ المهندسين ؟ الشركات ؟ امانة البلدية ؟ الوزارة ؟ الحكومة ؟ من كانوا سابقا ام من مازالوا حاليا؟ لقد تعودنا اذا ما حدثت مصيبة ان تستقل كل جهة وكل فخامة عن المسؤولية محاولة قدر الامكان ابداء الحزن اولا على ماحدث ثم امتصاص الغضب ومن بعد ذلك محاولة الاصلاح ويدخل في اطار الاصلاح مزيدا من ابداء المصداقية والوعود والعهود التي قد يشكك البعض بها وقد يستجيب البعض الاخر الا اننا مازلنا نفتقد الكثير من التحليل المحايد لما حدث ولما سيحدث مستقبلا من كوارث يعلم بها الله خاصة في ظل التغير المناخي والاحتباس الحراري ومصير الارض .
ولنبدأ حيث وقوع الحدث والذي ضرب البنى التحتية لهذه المدينة وهذه البنى ما كانت لتتشكل خلال سنة او سنتين بل هي نتاج عقد او عقدين من الزمن وربما اكثر وتكوين هذه البنى مناطا لبلديات المدن عادة والتي ربما يتناوب على رئاستها وتشغيلها الكثير من الرؤوساء والمدراء خلال سنوات قليله وغيرهم المئات بل الالاف من الموظفين وكذلك فان التعاقدات التي تديرها هذه البلديات هي تعاقدات مع شركات مختلفة قد تتغير مع الوقت وقد يتم نجاحها فتستمر وتنمو وقد تفشل لعوامل متعدده فيتم اغلاقها ويبقى ما انتجته شاهدا لها ولا اعتقد ان بعض هذه الشركات قد تظهر اخطائها الهندسية او الانتاجية سريعا بل ربما بعد عقد من الزمن وحينها قد تكون نفس هذه الشركة غير موجودة !
فالوضع هاهنا يحتمل ايضا ظهور ماهو معيبا حاليا ومميزا قبل عقد او عقدين وكذلك يحتمل ماهو مسكوت عنه سابقا وماهو مفضوح حاليا ولكن حيث لايمكن محاسبة او تحقيق في ظل توفر عوامل كثيرة من الممكن استخدامها للنجاة من مسألة المسائلة ، والقضية شائكة جدا حيث لايمكن تحميل مايمكنه الفرار لتغير الانظمة ولفقدان الادلة هذا ناهيك عما يمكن تبريره بعدم احتمال اي بنى تحتية لمثل الظروف التي مرت بها جده اساسا وايضا تداخل عدة جهات بهذا الوضع من حيث التخطيط والبنى التحتية ووضع اليد وطرق تملك الاراضي وقدرات الدفاع المجني ودور المرور وامور كثيره متداخلة وتشاعبه ببقعة من الارض حلت عليها ماي مكن ان نسميه مأساة طبيعية قد تتكرر باي مكان في العالم اذا ماتوفرت الظروف ذاتها .
ليس تبريرا بل هو محاولة وصف ماحدث وتفكيك ماهو مركب ومعقد داخل هذه الماساة ولنأتي الان للتفاصيل التي ارى انه من المهم التدقيق بها ولابتدأ بالحيثيات الاولى التي كانت سابقا موجوده في فترة ماقبل عشرون عاما :
حيثية وضع اليد والتوفيقية :
نعلم ان هذه الاراضي وعادة ماتكون الاراضي في مدن داخل المملكة تحت وضع اليد بين قبائل العرب بالسعودية حيث ان مثل هذه الاراضي كانت تمثل اراضي القبيلة التي يحميها ابناء القبائل ويدافعون عنها ويعتبرونها ملكا لهم ولابائهم حتى وان لم يسكنوا بها فهي تظل اراضي لرعيهم وحماهم ، ومع بناء المملكة العربية السعوديه ظلت هذه الفكرة موجوده وان كانت بشكل اقل حدة وبدأ مع الوقت مفهوم الدولة الحديثة يتحقق عند المواطنين وبما ان المدن حينها كانت صغيرة الحجم فلم يكن هنالك اشكاليات كبرى في تلك الفترة في ظل ان ابناء هذه القبائل والذين لايملكون من حطام الدنيا وقتها شيئا فانهم قادرون على التعامل مع الظروف المناخية بالتنقل وايضا بما ان الدولة حينها اخذت على عاتقها توطين البادية والقبائل فقد كان مسعاها ناجحا بتشجيع تملك الاراضي بالطرق الرسمية بفكرة وضع اليد واحياء الارض واعمارها ،وان كان لهذا السلوك الحكومي مزايا كثيره فان من عيوبه ان قام بقبول السكن باماكن قد لاتصلح للاعمار لاسباب جغرافية من حيث انها مجرى سيول او غيره ، في السابق كانت مثل هذه الحيثية لاتشكل خطرا كبيرا او تراكم اخطاء
الا ان بقائها لفترة طويلة جعل ابناء هذا الجيل كذلك ببعض المدن يعمدون الى مثل هذه الامور لتوثيق ملكيتهم لارض ما محاربين بها مخططات البلديات وغيرها ونحن نعلم حجم مايحدث من شكاوي وتأليب الرأي حول المخططات وان كان هذا الجانب يلامس المواطنين فان للمخططات الحكومية ايضا دور في ذلك حيث ان هذه المخططات يرى الكثير من المواطنين انها محابية لافراد او جماعات وكذلك انها لاتلبي ذلك الزخم السكاني الذي ينتظر ان يمتلك ارضا ليبني او ينتظر مخططا باماكن يقطن بها اجداده وفي ظل هذا الذي اسميه توترا بين ماهو حكومي وماهو شعبي استمرت الاوضاع لنصل الى مرحلة التوفيق بين ماهو مخطط وماهو موروث .
ان مثل هذه الاوضاع رافقها اذن القبول بحال الواقع والتعامل مع ماهو موجود وفق مايمكن تنفيذه وكأن الطرفين -ماهو حكومي و ماهو شعبي - قد اتفقا اتفاقا ضمنيا وغير مباشر بغض الطرف عن سلبيات كل طرف ، فهذا يغض الطرف على العشوائيات وذلك يغض الطرف عن الاهمال بالبنى التحتية وبالتالي تستمر الحياة
ان هذه التوفيقية الغريبة العجيبة كانت من اهم اسباب هذه المأساة والتي قد يكون كثير من السكان الحاليين لم يكن لهم بها اي مشاركة سوى انهم اعتقدوا ان كل ماهو موجود موافق لما هو مأمول في وطن يُعد اكثر الاوطان تصديرا للنفط .
حيثية الرقابة والجماهير :
لنفرض ان ماسبق لم يكن موجودا او ان من التحقوا بامانة بلدية جدة ارادوا التغيير للافضل على الاقل ولو على مستوى فترة توظيفهم حيث اننا ندرك مثلا ان الحكومة السعودية قد وضعت ميزانيات هائلة بالمليارات لتصحيح مثل هذه الاوضاع او على الاقل تحسين البنى التحتية واعادة الاهتمام بالمشاريع بشكل اقوى وبناء بنى تحتية جديدة فان هولاء الموظفين وكل من له مسؤولية -صغرت ام كبرت - في قطاع البلدية كيف سيقيِّم عمله ومن هم المسؤولين عن التقييم وماهي انظمهم ؟ الوزارة بكل تأكيد هي من تقوم بهذا التقييم ولكن لعلنا الان نتسائل هل التقييم وفق ماذا ؟ وباية معايير ؟ ومن هم الذين يقيِّمون ؟ كم عددهم ؟ من الذي صادق على تقيِّيمهم؟ وكم عدد هولاء المصادقين؟ هل هنالك لجان شعبية تقوم بالتقييم ؟ اي هل هنالك احدا من هولاء الذين يسكنون بهذه الحارة او بذلك الحي قد شارك ولو بتقييم ماتم انجازه وكيف يتم الاخذ براييه ؟
اعتقد ان التقييم لانجاز العمل ان لم ياخذ براي القاطنين بهذا الحي والمستفيدين من هذا الانجاز من المواطنين فان تقييم الانجاز ينقصه الكثير ، وهذا ما ينقص الكثير من المشاريع العمرانية في اي بلد الا وهو الاخذ براي المواطن ان كان سلبا او ايجابا فالمهم لدينا اولا ان نحصل على تقييم يعطينا تصور عما يكنه هذا المواطن من رضا او سخط وكذلك فانه يعطي تصور واضح حول ما اذا كان هذا المشروع الذي تم انجازه قد لبى امال هولاء المواطنين ام لا . الجماهير هي من تصنع الحضارة وهي من تنتج وان كانت الحكومات قد تم توكيلها لتحمّل مسؤلية بناء وتحديث الخدمات فانه لايعني اهمال ردود الفعل عند هذه الجماهير ولا ينبغي منا ان نهمشها بحجة انها جماهير جاهله او غير متخصصة . اننا في زمن انتشار المعلومة والكثير من هذه الجماهير لديها على الاقل ثقافة في تخصصات متنوعة فما بالك بطريقة عيشهم والتي هي الاساس لكل انتاج منهم . ان ما اريد طرحه هو ليس فقط الاهتمام بالرقابة من حيث الالتزام بلجان رقابية متخصصه ومسؤوله من الوزارة فقط بل ايضا وضع لجان شعبية من الاحياء ذاتها التي تم بناء فيها هذه المشاريع والتي بدورها ستكون ناقله لاي خلل تراه وايضا مساعدة لتلافي الاخطاء وبهذا فان مسؤولية اي مأساة لن يكون فقط على عاتق هذه الحكومة أياً كانت أو على عاتق هولاء المهندسين أياً كانوا بل ايضا جزءا من هذه المسؤولية تكون على عاتق المواطنين عبر هذه اللجان الشعبية بكل حي والتي ليست الا امتداد لمفهوم المشاركة الشعبية بالقرار . انني لا اتحدث عن المجلس البلدي بل اتجاوزه الى وجود لجان شعبية فرعية في كل حي قادرة على ايصال شكاويها واقتراحاتها والاخذ برايها واعطائها نسبة من حيث تقييم العمل الذي تم انجازه او ماينبغي انجاه من حيث الاولويات والتي غالبا ماتضعها الحكومة متمثله باللجان البلديه . اذن فكرة المشاركة الشعبيه من حيث الرقابه والتخطيط امر مهم جدا من رايي واما كيفية عملها فقد يختار كل مجتمع الطريقة المناسبة لتنفيذها وان كنت ارى ما ابديته يعطي على الاقل تصور واضح للطريقة المناسبة .
حيثية العقوبة والصرامة :
لعل العقوبات ضد من يتصرف او يتورط بسلوك خائن للانظمة فيه نظر في مجتمعنا ، اننا نتحدث هاهنا ليس عن ذلك الفقير الذي اذا سرق عانى الامرين بسبب سرقته ولكننا نتكلم عن قطاع من التجار والمهندسين ذوي النفوذ والعلاقات والذين للاسف لم نسمع ان احدا منهم تم قطع يده . هنا يكمن سر الغضب العارم عند الجماهير حينما تحدث أي مأساة ليس لانهم لايدركون بان هذه الكارثة وليدة ما لايمكن تحمله من حيث اسباب سبق وشرحتها ومن الممكن اقتناعهم بها ولكن لان الكثير ممن يرتكبون جرائم على هذا النطاق لم نسمع عن محاسبة قوية لهم. قد يفيدنا لو شارك الاخوه وامدوني بمعلومات مستفيضة حول هذه النقطة
حيثية الانظمة والتحديث : ان الانظمة كالبشر تكبر ثم تهرم والتغيير للافضل امر وارد لا محالة وبقاء النظم والطرق التنفيذية كما هي يعني اصطدامنا مع الحداثة ذاتها بل مع هذه الطبيعة المتغيرة بالارض ولعل مسئلة اقرار الانظمة وتعديلها وتحسينها ينبغي ان يكون ايضابايدي اهل الاختصاص مع الاستفاده من الخبرات العالميه فصعب ان نبدا بما نتهوا منه او بما رأوا انه يشكل سلبيلت كثيره على شعوبهم
حيثية التغير المناخي والمستقبل :
لم يعد الطقس كما كان فهنالك تقارير كثيره عن تغيرات مناخية سيشهدها العالم فماذا اعددنا لمثل هذه التغيرات ، ان البنى التحتية التي سابقا كانت من الممكن ان تتحمل سيول متوسطة الوقة ينبغي علينا تحسينها الى تحمل سيول شديدة القوة والبدء بمنهجية الاستعداد للمستقبل فيما يخص الزلازل والسيول الجارفة والعواصف الرملية والاعاصير القادمة بل حتى والبراكين ولابد من الاستعداد من حيث ثقافة التعامل مع مثل هذه الاوضاع وتدريسها حتى بالمدارس وكذلك من حيث البنى التحتية والمعايير العمرانية والبدء بتنفيذ مخططات متنوعة لتشمل كل مايمكن تخيله ولا اقول هذا متشائما بل ان الاستعداد لمثل هذه الكوارث امر لابد منه في ظل الحديث عن التغيرات المناخية القادمة والتي لاشك سيكونلها تاثير على رقعة الجغرافيا الارضية . لانريد ان نكون دائما متحركون بعد وقوع الماساة بل علينا الاستعداد لاسوأ الظروف فالحياة ليس بها ما يمكن الوثوق تماما بصلاحه .
YouTube - ‫سيول جده.mp4‬‎
لايتملكني الا العزاء لكل اسر الضحايا لمثل هذه الكوارث واسئل الله ان يلهم ذويهم الصبر وان يلهم مجتمعاتنا العمل من اجل الغد
مأساة جدة
__________________
| |
|
نواف المراقب العام
الاوسمه : عدد المساهمات : 454 تاريخ التسجيل : 08/05/2009
| موضوع: رد: مأساة جدة الثلاثاء ديسمبر 08, 2009 9:37 am | |
| لا حول ولا قوة إلا بالله
و حسبنا الله ونعم الوكيل | |
|